رهان على الشباب>>رهان على المستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم

يمكن استشراف مستقبل البلدان والمجتمعات من خلال استقراء واقع شبابها والتمعّن في حاضره وتبيّن منزلته في السياسات المنتهجة والاختيارات المسطّرة والبرامج المرسومة.

فعلى ضوء حاضر شباب اليوم وانطلاقا من المؤشرات ذات الصلّة بهذه الفئة والمتعلّقة بالتعليم والتكوين والإحاطة الصحيّة والاجتماعية وبالمساهمة في الحياة العامة وغيرها تتشكّل معالم الغد وتتبلور آفاق المستقبل.

لذلك فإنّه من حصافة التفكير وحكمة التدبير وحسن التخطيط تهيئة الشباب للمستقبل وإعداد المستقبل للشباب بما يعنيه ذلك من تركيز السياسات في مختلف القطاعات على الإنسان وإيلاء تنشئة مواطن الغد كلّ العناية والرعاية في منظومة متكاملة تؤمّن للشباب حقه في تربية سليمة ومتوازنة وتوفّر له كلّ ما يساعده على تنمية ملكاته وصقل مواهبه وشق طريقه بثبات في معترك الحياة.

فما هي مكانة الشباب ضمن سياسة الدّولة واختياراتها في تونس ؟ وما هو مدى نجاح الخطط والتدابير المعتمدة في هذا المجال ؟ وما هي السبل الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة وتفعيل مساهمة الشباب في الحياة العامة وفي رفع التحدّيات المطروحة ؟

2 ـ الشباب ومتطلّبات المرحلة

بقدر ما تكرّس هذه السياسات والتوجّهات والإجراءات السّعي إلى تعزيز مقوّمات الإحاطة بالشباب ورصد مشاغله والاستجابة لتطلّعاته فإنّ جسامة الرّهانات والتحدّيات المطروحة في ضوء الارتفاع المتواصل للطلبات الإضافية للشغل التي تناهز معدّل 80 ألف سنويا والتحوّلات الجارية على الصّعيدين الوطني والخارجي وما تفرزه من أنماط حياة وسلوكيات مستحدثة وتيّارات متناقضة تتجاذب الشباب تستدعي بلورة أقوم السبل الكفيلة بالتعاطي على الوجه الأفضل مع الإشكاليات التي تواجه الشباب واستنهاض هممه وإحكام توظيف طاقاته.

من هذا المنظور تبرز أهميّة جعل سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب بما يفضي إلى صياغة ميثاق شبابي حول الثوابت والخيارات الكبرى التي يعمل الشباب من أجل تكريسها.

وعلى هذا الأساس تمثل سنة الحوار مع الشباب مناسبة سانحة للإحاطة بمختلف أبعاد الرّهانات والإشكاليات والتحدّيات المطروحة والتعمّق في السبل الكفيلة بمجابهتها والتفاعل معها بما يُتيح التوفيق بين مواكبة مقتضيات العصر والتمكّن من مقوّمات الحداثة من جهة وبين تأصيل القيم الكفيلة بالحفاظ على خصوصياتنا والحيلولة دون طمس التغيرات لثوابتنا التي تبقى عنوان شخصيتنا الوطنية والحضارية من جهة أخرى.

ويظلّ تكريس هذه المعادلة وثيق الارتباط ببناء الشخصية المتوازنة لدى شبابنا وتنشئته على القيم التي تؤمّن له مسايرة التحوّلات والتعامل الواعي مع المستجدّات والانخراط الفاعل في مسار الحداثة وتحصّنه في الآن ذاته من مخاطر الإنبتات والإستيلاب وتحميه من نوازع الغلوّ والتطرّف.

كما أنّ هذا الحوار الجديد مع الشباب مناسبة لمزيد الإلمام بمختلف الخطط والتدابير والآليات المتّصلة بالنهوض بالتشغيل وإدماج الشباب في الحياة المهنية ولبلورة الصّيغ الملائمة لترسيخ ثقافة المبادرة والاعتماد على الذّات وإحكام الاستفادة من الفرص والآفاق المتاحة لإحداث المشاريع وبعث المؤسّسات خاصّة في القطاعات الواعدة والأنشطة المجدّدة.

ويظلّ دعم اهتمام الشباب بالشأن العام وتعزيز إسهامه في الحياة العامة من أوكد المهام المطروحة.

وإذا كانت الأحزاب السياسية تمثل إطارا ملائما لتأطير المواطنين بصفة عامة ودعم اهتمامهم بالشأن العام، وطرح البرامج والتصوّرات في سائر المجالات، فإنّ النسيج الجمعياتي يشكّل فضاء سانحا لتكريس مساهمة الشباب في الحياة العامّة، ولتطوير حسّه المدني وحفزه على التطوّع لفائدة المجموعة الوطنية.

وتتأكّد في هذا السياق ضرورة استنباط الصّيغ والسبّل والوسائل الكفيلة بحثّ الشباب على الانخراط في منظمات المجتمع المدني خاصة في ضوء فتور إقباله على النشاط السياسي والحياة المدنية بإعتبار أنّ 16.7 % فقط من الشباب التونسي منخرطون في النشاط السياسي والجمعياتي وفق نتائج البحث الميداني الذي أنجزه المرصد الوطني للشباب في شهر أوت 2005.

كما أنّه إذا كانت نسبة 76% من الشباب تعتبر الوسائل السّمعية والبصرية والصحافة المكتوبة مجالات أساسية لتطوير المشاركة في الشأن العام عبر مزيد فسح مجالات التعبير وإبلاغ الرّأي فإنّ ذلك يؤكّد ضرورة مزيد تطوير المشهد الإعلامي وإثرائه وجعله أكثر التصاقا بمشاغل الشباب وقضاياه وتطلّعاته.

وفي المحصّلة فإنّ الحوار الّذي سينتظم خلال سنة 2008 يشكل فرصة جديدة للإصغاء للشباب من مختلف الفئات والجهات ومزيد الإحاطة بمشاغله وتطلّعاته وإنتظاراته والمراهنة على قدراته الخلاّقة لمجابهة متطلّبات المرحلة الجديدة ونحت ملامح المستقبل الّذي لا يمكن تأسيسه بدون شباب يحدوه روح الطّموح والمغالبة وتسكنه عقلية التفوّق والتميّز.

منقوووووووووووووووووووول

مشكوووووووره.يعطيك.العافيه.عالموضوع.المشوق

العفو يا جوري

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره

العفووووووووووووووو

الله يعطيك العافيه

العفو
مشكوره على الرد