"""هي في قلبي""

موضوع: """هي في قلبي"" الخميس مايو 15, 2008 8:22 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لكم هذه القصه ولتمنى انهاتعجبكم

راشد قد تم ترشيحك كي تذهب لمتابعه دراستك في اكبر الجامعات الامريكيه على حساب الدوله
كان هذا هو مدير قسم البعثات والمنح الدراسية في وزاره التربية والتعليم وكان هذا وقع خبر مفاجئا جدا لراشد الذي دعي للمقابلة مع والده اثر تفوقه في شهادة الثانوية وبدا

التردد واضحا جدا على راشد وهو يتساءل في دهشة:
أنا ؟!
نعم ياراشد ونحن كلنا ثقة أنك جدير بتحمل المسؤولية وأنك ستكون خير من يمثل البلاد أنت وعدد آخر من الطلاب المتفوقين ........
ولكن؟؟.....
ربت أبو راشد على كتف ابنه في رفق وقال :
أنها فرصه عظيمه كي تنال تعليما حديثا وتسهم في نهضه بلدك وأمتك
سرت قشعريره سريعه في جسد راشد مع سماعه للجمله اطرق برأسه قليلا ثم رفعه وقد امتلأت عيناه حزما وعزما
أجل يا أبي أنها فرصه عظيمه من اجل أمتي........

راحت أم راشد لتتأكد للمره الثالثه من حقيبة وحيدها وكانت تقاوم دموعها بصعوبه بالغه حينما دق راشد باب الحجره في أدب....
هل استطيع أن ادخل يا أمي؟؟
حاولت أم راشد أن تبقى أكثر تماسكا وقامت باتجاه راشد
بالطبع يابني لقد كنت أتأكد فقط من محتويات الحقيبه .....آمل أن لا أكون قد نسيت شيئآ ما
جاء
صوت أبي راشد من الطابق السفلي
هيا يا أم راشد !!! سوف نتأخر عن موعد الطائره !
دقيقه فقط آه أجل تذكرت !!
تحركت أم راشد مسرعه إلى احد الخزائن وفتحتها وأخرجت منها شيئا ما واقتربت من راشد بني هذه وصيتي لك
كانت أم راشد تحمل في يدها سجاده صلاه
نظر راشد إلى السجاده متأثرا تناولها برفق قبلها ثم ضمها إلى صدره وخرجت كلماته متهدجة خافته ...
(((هي في قلبي ياأمي هي في قلبي )))
ساد الصمت في السياره لفترة طويلة كان راشد وأبوه غارقان في تفكير عميق وبدأت معلم المطار تلوح من بعيد وهنا نظر راشد إلى أبيه وقطع الصمت فجاه بسؤال ظل يلح عليه طويلا !!
أبي ألست خائفا علي من الغربه؟؟؟
أخاف ولم يابني ؟
للانني سأكون وحيدا وبعيداً عنكم...
(((راشد لقد وكلت أمرك إلى ربي سبحانه فهو خير حافظا وهو خير الراحمين أنا ولله الحمد لم يدخل بيتي فلسا واحدا حرام ولم يدخل أجوافكم لقمه واحده حرام فلم أخاف كما أنني واثق بك تماما واعرف انك سوف تتحمل المسؤوليه كرجل ناضج)))
كان وقع الكلمات على راشد عظيما جداً وشعر انه لأول مره سيتحمل المسؤوليه وثقه كانت هذه الكلمات ابلغ من أي نصيحه أو وعظ ممكن لأب أن يقوله لولده وظلت تتردد في ذهنه حتى بعد حلقت الطائره وغابت عاليا بين الغيوم

سريعا مضت الأيام الأولى لراشد في غربته فقد وصل إلى السكن الذي تم اعداده له من قبل الوزاره وكان يشاطره فيه طالبان من السنة الثانيه وبدأ يتأقلم مع الحياه الجامعيه وأجوائها الجديده عليه ....
وفي احد الليالي بينما كان راشد في الشقة يذاكر دروسه إذ به يتفاجأ بباب الشقه يهتز بعنف وقد علت من خلفه هممات غاضبه فتحرك في قلق نحو الباب ونظر من خلال العدسه ليشاهد زميله في وضع مريب فتح راشد الباب فإذا بزميله (ناصر ) يحاول أن يسند جاسم ليقف على قدميه هيا أيها (؟؟؟؟؟) ادخل بسرعه قبل أن تفضحنا
كانت حركه جاسم ثقيله وكان هناك زبد كثيف يخرج من فمه وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه
صرخ ناصر في وجه راشد....
وأنت هل ستظل واقفا هكذا بلا حراك؟؟
ساعدني لكي ننقل هذا البليد إلى الغرفة...
وفي آليه تامه راح راشد ليساعد ناصر في نقل جاسم إلى فراشه وشعر لأول مره برائحة مزعجه تفوح منهما
أف... ما هذه الرائحه الكريهه ؟...
رد ناصر بقسوه ,,
لا شان لك احمل وانت ساكت وما أن وضعنا جاسم في سريره حتى غط في نوم ثقيل وذهب ناصر هو الآخر إلى غرفته ليترك راشد غارق في ذهول عميق
كانت ليله صعبه جدا على راشد فعبثا حاول أن يغمض جفنيه لكن تفكيره في زميله في السكن قد ارقه فمنذ مده لاحظ أنهما يتغيبان كثيرا عن المحاضرات ويتأخر خارج السكن لفترات طويله ولا يقوما من نومنهم إلا قربيا الظهر
لكن كان واضح أنهما كانا غارقا في اللهو والضياع حتى النخاع ...
كان راشد يفكر فيما يجب أن يفعله فهو لا يمكنه أن يتغاضى عن الموضوع ويتركه يمر كأنه لم يكن والساكت عن الحق شيطان أخرس راح يفكر فيما سيقوله لهما وفجاه رن منبه الساعه معلنا دخول وقت الفجر ليحسم راشد أمره ويقوم من فراشه وقرر أن يبدأ منذ هذه اللحظة!!!
ذهب راشد أولا لغرفه ناصر ودق الباب بلطف وراح ينادي ناصر بصوت هادئ...
ناصر ناصر حان وقت الفجر.......
لم يلق راشد أي رد فعاود الكره مرات ومرات وصوته يرتفع تدريجا دون جدوى...
ناصر الصلاه .... وأخيرا جاءه صوت ناصر من الحجره ...... صليت ... صليت
ماذا!! ولكن الوقت لم يدخل إلا الآن!
وفجاه فتح ناصر باب حجرته وعيناه شديدتا الحمره وقد انتفخت أوداجه غضبا وانقض على راشد ممسكا بقميصه بعنف ...
لا شان لك بي هل تفهم أن أبي ذاته لم يكن يجرؤ على إيقاضي من النوم ولو حاولت أن تزعجني مره أخرى فلا تلومن إلا نفسك.......
ترك ناصر قميص راشد وانسحب إلى غرفته مغلقا الباب في دوي شديد...
بينما كان قلب راشد ينبض بسرعه ورغم ذلك
لم يزد إلا إصرارا على المحاولة مره أخرى وبطريقه أخرى

كان جاسم يصفق في هوس جنوني بينما كان يجلس مع ناصر في احد الملاهي الليليه وراح يدندن لحنا غريبا وحديثا وعيناه تحملقان في كل مرتادي الملهى ووقعت عيناه على صديقه الذي كان شارد الذهن
إلى أين وصلت ؟ عش حياتك ودع الدنيا وراءك
أنا أفكر في مشكله كبيره ... يعجز عقلك الغبي عن فهمها
أي مشكله؟؟
راشد. هذا الفتى الجاد اكثر من اللازم
مالنا وماله دعه يضيع شبابه بين الكتب والمحاضرات ودعنا نضيعه مع الجميلات في البارات ......
لن تفهمني إن بقاء راشد على حاله مشكله لنا راشد ممكن أن يفضحنا أمام أهلنا إذا رجعنا ويمكن أن ينقل أخبارنا إلى البعثه
آه فعلا مشكله كلامك في محله ما العمل إذاً
يجب أن ينضم راشد إلينا ويعيش حياتنا وينسى دراسته وصلاته........
وهنا لمعت عينا جاسم في خبث شديد وقال؟
بسيطه شيري يمكنها أن تتولى المهمة !!!
زوى ناصر حاجبيه وقال ..
أخيراً بدأت تستخدم عقلك فعلا شيري هي الحل
وغرقا في ضحكات آثمه ضاعت مع أصوات الموسيقى التي علت المكان

كان راشد كعادته يراجع دروسه في تركيز شديد حينما فتح باب الشقه فجاه جاسم على عجل .. وتوقف يبحث في درج المفاتيح الذي بجوار الباب مما اثار انتباه راشد
عدت باكرا اليوم على غير عادتك؟
تلعثم جاسم قليلا ثم أجاب في ارتباك
آه لقد نسيت محفظتي وعدت لأخذها
ظننت انك قد مللت الوهم الذي تعيش فيه
وهم ؟؟ أي وهم؟؟
جاسم أنت لم تخلق في هذه الدنيا عبثا وسيأتي يوم تسلم فيه روحك إلى خالقها فماذا ستقول حينها
لم يجد جاسم ما يقوله فقال محاولا الخلاص من هذه الكلمات
سأتأخر ناصر ينتظرني يجب إن اذهب .....
قالها مسرعا واتجه نحو الباب فتابع راشد
ألهذا أرسلك اهلك إلى هنا ألهذا تصرف الدوله نقودها عليك ؟
كانت علامات الضيق قد بدأت على جاسم الذي فتح الباب واكتفى بقوله
إلى اللقاء
أغلق جاسم الباب بسرعه واتجه إلى المصعد على عجل ليهبط إلى موقف السيارات وهناك كانت سياره في انتظاره فركض نحوها مسرعا وفتح الباب وجلس في المقعد الأمامي لاهثا خذي هذا هو مفتاحه الوحيد كان ناصر يجلس خلف مقود السياره وفي الخلف كانت شيري .. فاتنه الجامعه تجلس في استرخاء حينما ناولها جاسم المفتاح أردف ناصر بلهجة صارمه
هيا انه لك ....
ردت شيري في استخفاف وهي تخرج من السياره لا اعلم لما كل هذا الاهتمام انه مجرد شاب صغير أطمئنا لن يستغرق الوقت سوى دقيقه واحده
كانت الساعه تشير إلى الحادية عشر مساءا ًحينما أطفأ راشد مصباح مكتبه وذهب كي يتوضأ وفجأه خيل انه سمع صوت باب المنزل وهو يفتح أتم وضوءه ..ثم تناول المنشفه وخرج ليستوضح الأمر و.....
أظنني قد جئت بالوقت المناسب !
دهش راشد لما رآه وقال في استغراب
كيف دخلتي إلى هنا ؟؟
ضحكت ضحكه خفيفه من شفتيها وقالت في همس
أهكذا يرحب رجل مهذب مثلك بفتاه جميله مثلي

تتوقعون ماذا كانت رده فعل راشد

؟؟؟؟؟؟

موضوع: رد: """هي في قلبي"" الخميس مايو 15, 2008 8:23 pm

اشاح راشد بوجهه بعيدا عنها وقال في اقتضاب من تبحثين عنهم قد خرجوا
لقد وجدت من ابحث عنه لا تقلق فأنا لم أخطئ بالعنوان
بدا راشد اكثر حده مع هذه الكلمات
ارجو منك ان تخرجي من هنا الان
وضعت شيري حقيبتها على المقعد ... وباشت في خلع حذائها كأنها لم تسمع ماقاله راشد
ان لم تخرجي فوراً فسأخرج ان
ضحكت شيري ساخره وقالت في ثقه
لن تستطيع
ركض راشد الى الباب فوجده موصدا بحث في درج المفاتيح دون جدوى وفي لحظه فهم اللعبه
كانت شيري تقترب منه وقد خلعت شيئأ من ملابسها
المفتاح معي تعال خذه ان ارت
اشاح راشد بوجهه مجدادا لتلحق به شيري
هل انت اعمى أي نوع من الرجال انت ؟
اياك ان تقتربي
اغمض راشد عينيه وراحت صور كثيره تتوالى في مخيلته
كلمات مدير البعثه ... كلمات والده وثقته التي اودعه اياها .. سجاده الصلاه التي اوصته بها امه
وترددت كلماته الاخيره لامه في ذاكرته """ هي في قلبي """"
وراح جسده ينتفض ودموعه تهطل بغزاره
لم انت خائف لا احد يراك هنا
افاق راشد من كلماته التي مرت كلمح البرق .. نظر امامه كان باب الحمام (( اعزكم الله ))
لايزال مفتوحاًركض باتجاهه .. ولحقت به شيري وقعت عيناه على المرحاض وتتابعت كلماتع كالصواعق وهو يشير اليه
هل ترين هذا ؟1هل تعرفين كم يستخدمه من الناس ؟1لقد سمحت الى نفسك ان تتحولي الى شيء لا يختلف عنه كثيراً!صرت مجد وعاء يقضي فيه العابثون حاجاتهم وينصرفوا دون اكتراث ... هل يرضيك ذالك ؟! هل تفهمين ما اقول ؟! انت مسكينه....... مسكينه !
تلقت شيري هذه الكلمات كأف صفعه على وجهها ... وقفت مشدوهه .....لقد كشفت هذه الكلمات لاول مره حقيقه ماتفعله ..... لقد وضعتها كلمات راشد وجها لوجه امام ضميرها وانسانيتها . ألجم لسانها.....خارت قواها .... وانفجرت باكيه لقد لكتشفت فجأه حقيقه مره حاولت ان تغيبها عن عقلها مرارا وراحت تلملم حاجياتها على عجل فتحت باب الشقه وخرجت تتبعثر هنا وهناك , هبطت الى اسفل البنايه : وراحت تركض لا تلوي على شيء حتى ابتلعها الظلام
وفي الشقع خر راشد ساجداًعلى الارض وأجهش في البكاء
((( ربي لك الحمد .. أنت صرفت عني كيدهم وشرهم بحولك وقوتك ...!ياربي لك الحمد . ياربي لك الحمد

**************
لم تعد شيري بعد هذه الحادثه الجامعه ,, وتركت الحي الذي كانت تسكنه , وتوارت عن الانظار , ولم يعرف احد اين اختفت أ ناصر وجاسم , فقد تم فصلهما من البعثه .ألزما بتكاليف , بينما اتم راشد دراسته بتفوق ,و وساهم في العديد من الابحاث العلميه من خلاخ الجامعه , وهو اليوم يحتل منصبا مرموقاًفي احد الصروح العلميه العربيه ....

لقد عاد راشد اهله ووطنه ..ز عاد يحمل إنجازات مشرفه , وشهادات عاليه . والاهم من ذالك .... انه عاد يحمل قيمه ذاتها التي سافر بها ...........والتي اصبحت بهذه الحادثه جزء من حياته . والتي لم توقفهأبدا عن الابداع والانجاز

رجع وهو ثابث على قيمه